





إنطلقت في عاصمة مملكة البحرين، فعاليات المهرجان الفلكلوري التراثي الفلسطيني، الذي تنظمه سفارة دولة فلسطين لدى المملكة ووزارة الثقافة البحرينية، وأحيته فرقتي حنين والكوفية الفلسطينيتين الوافدتين من المخيمات الفلسطينية في لبنان، حيث شهد أكبر تظاهرة فنية فلسطينية لم تشهدها مملكة البحرين منذ الثمانينيات.
فقد غصت الصالة الثقافية في المنامة بحشد غفير من بحرينيين وفلسطينيين مقيمين في البحرين ودول الخليج، وعدد من الوزراء والسفراء العرب والأجانب والشخصيات، يتقدمهم الممثل الشخصي للرئيس محمود عباس "أبو مازن" المستشار السياسي نمر حماد، ووزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، والسفير الفلسطيني طه عبد القادر (خالد عارف)، وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار البحارنة، الممثل الشخصي لوزير الخارجية وكيل الوزارة كريم الشكر ووكيل وزارة الخارجية ظافر العمران.
ووسط تفاعل الجمهور الغفير وتصفيقه الحار وتلويحه بالأعلام الفلسطينية والبحرينية، غنت الفرقتين القادمتين من فلسطين ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على مدار أكثر من ساعتين لفلسطين والبحرين، تعبيراً عن متانة التلاحم والإخوة بين الشعبين الشقيقين.
بدأ الحفل بعزف النشيدين الوطنيين البحريني والفلسطيني ثم تقديم من أمين سر "اتحاد الفنانين الفلسطينيين" في لبنان محمد عيد رمضان.
ورحب السفير عارف في كلمته بالحضور الفلسطيني البحريني، على رأسهم ممثل الرئيس "أبو مازن"، المستشار نمر حماد، ووزيرة الثقافة الشيخة مي آل خليفة، وشكر وزارة الثقافة على احتضانها الكريم لهذه الفعالية الفلسطينية الهامة.
وقال السفير عارف: تحتضن اليوم مملكة البحرين الشقيقة العرس الفلسطيني الذي يكرس العلاقة الأخوية بين الشعبين الشقيقين، في يوم الفرح والتراث والثقافة والحضارة الذي يجسده أطفال وشباب وصبايا فلسطين على أرض المنامة، حاملين الأمانة من أرض الثبات... ومن مخيمات الشتات إلى بوابة وطن كريمة ومعززة ورائدة، مملكة البحرين، ذات التاريخ الثقافي، والتراثي، والحضاري، الذي تحتضنه وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، لتكرسه نموذجاً للوطن العربي الكبير.
وأضاف: البحرين اليوم قراءة لمجد أمة، وعظمة شعب، منها وبها رسمت خطاها في كثير من المجالات من أجل صون حقوق هذا الشعب، منها سارت نداءات أمة بالدعوة إلى الحق وثقافة مسؤولة ورائدة وواعية، من البحرين المملكة، الشعب، الإنسان، والمؤسسات، أعادت نظم كل المجالات الفكرية والثقافية، وانطلقت حركة حرية الإنسان، فكانت النهضة والازدهار لمملكة البحرين، من خلال النظرة الثاقبة والمتقدمة للملك حمد بن عيسى آل خليفة".
وأكد السفير عارف "أن هذا الحفل يُمثل يوم التراث وأصالة وجذور الأباء والأجداد، وينطلق من أشعة شمس الثقافة والعلم، من فلسطين الوطن، فلسطين الكوفية، كوفية أبو عمار، بندقية كل الثوار، من حنين المخيمات في الشتات، مخيمات العودة والنضال وينطلق كذلك من فلسطين القصيدة، محمود درويش، سميح القاسم، إبراهيم وفدوى طوقان، وعبد الرحيم محمود".
وأضاف: اليوم حيث تلتقي نشاطاتنا الفنية مع نتاج المملكة الكريم إنما نؤكد كم هي وشائج القربى بين شعوب هذه الأمة العظيمة.
وشدد على "أن الشعب الفلسطيني متمسك بتراثه العريق ويواجه حملات السرقة والطمس الإسرائيلية المنظمة لهذا التراث بقوة وإصرار وتحدِ وان هذا الحفل التراثي الفلكلوري يعتبر أحد أوجه مقاومة الإحتلال، وأن الشعب الفلسطيني وقيادته الحكيمة متمسكين بالثوابت الفلسطينية حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 67, (برها وبحرها ونهرها)، والقدس عاصمة أبدية، وحق العودة للاجئين، ووقف الاستيطان، وكنس الإحتلال، وتحرير الأسرى والمعتقلين".
وقال: ونحن اليوم نسير بخطى ثابتة خلف حامل الأمانة... واحرص من حافظ على الثوابت، والمؤتمن على انجازها، رمز الشرعية الفلسطينية الرئيس محمود عباس " أبو مازن"، ومن قلب المعاناة في الوطن والمخيمات، رغم الجراح والانقسام والحصار، كطائر الفينيق سيخرج شعبنا مكللاًً بالوحدة والانتصار.
وتطرق السفير عارف في كلمته إلى الوضع السياسي المتعثر قائلاً: ففي ظل انسداد أفق عملية السلام بسبب التعنت الإسرائيلي وعدم التزامه بالشرعية الدولية فإننا نؤكد أن من حق شعبنا الفلسطيني مقاومة هذا الإحتلال بكافة الوسائل وبكل أشكال المقاومة ولدية الخيارات الكثيرة لاستمرار نضاله وكفاحه خاصة وان المجتمع الدولي بدأ يتعرف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967.
وحيا اللجان التحضيرية المكونه من طاقم من سفارة فلسطين والجالية الفلسطينية ووزارة الثقافة البحرينية برعاية وتوجيهات كريمة من وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وبإشراف ومتابعة من قبل سفير فلسطين شخصياً، شاكراً في الوقت ذاته وزارة الثقافة والوزيرة الشيخة مي على الاهتمام والرعاية والحفاوة البالغة التي ضمنت أن يكون حفلاً فلسطينياً ناجحاً بكل المقاييس خاصة وان هذا الحدث الفلسطيني يعتبر الأكبر في البحرين وتحييه فرقتي حنين والكوفية المركزيتين للفلكلور الفلسطيني وتتكونان من أكثر من 50 شاب وفتاة وطفل وطفلة سيقدمون أغانِ وطنية وفلكلورية ولوحات فنية من الدبكة الشعبية الفلسطينية.
وأكد السفير عارف "أن أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات متمسكين بتراثهم وبحقهم في فلسطين"، شاكراً "الشعب البحريني على احتضانه الدائم لأبناء شعبنا والقيادة البحرينية على دعمها المتواصل للقضية الفلسطينية".
بعد ذلك قدم السفير عارف درع الشهيد ياسر عرفات لممثل الرئيس "أبو مازن" المستشار حماد تقديراً للاهتمام البالغ الذي أولاه الرئيس عباس لهذا الحدث الفلسطيني الكبير، وكذلك قدم درع القدس لوزيرة الثقافية الشيخة مي تقديراً لجهودها ورعايتها الدائمة للنشاطات الثقافية الفلسطينية في البحرين.
المصدر: اللواء- المنامة - هيثم زعيتر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق