الخميس,17 مارس , 2011 -12:01
طوكيو (رويترز) - عملت الشركة المشغلة لمحطة نووية ضربها زلزال في اليابان على رش المياه على مفاعلات لتبريدها يوم الخميس في الوقت الذي أبدت فيه الولايات المتحدة قلقا متزايدا بشأن الاشعاع المتسرب وقالت انها سترسل طائرات لمساعدة الامريكيين على مغادرة البلاد.
ويسابق مهندسون الوقت للحصول على الكهرباء من الشبكة الرئيسية لتشغيل مضخات المياه اللازمة لتبريد مفاعلين وقضبان الوقود المستنفد التي تعتبر أكبر خطر في تسرب اشعاعي الى الغلاف الجوي.
وفي حين قاد مسؤولون يابانيون على عجل مجموعة من الحلول حذرت أعلى جهة نووية في الولايات المتحدة من أن بركة التبريد لقضبان الوقود المستنفد في المفاعل رقم أربعة ربما تكون قد جفت وأن أخرى بها تسريب.
وقالت الشركة المشغلة للمحطة انها تعتقد أن المياه ما زالت موجودة في بركة الوقود المستنفد للمفاعل رقم أربعة حتى يوم الاربعاء وأوضحت أن أولويتها هي بركة المفاعل رقم ثلاثة. ورشت طائرات هليكوبتر عسكرية صباح يوم الخميس فقط نحو 30 طنا من المياه وكانت تستهدف جميعها هذا المفاعل.
وبذل مسؤولون أمريكيون جهودا لعدم انتقاد الحكومة اليابانية التي ظهرت مؤشرات على أن الازمة تفوق طاقتها على التحمل لكن الخطوات التي تتخذها واشنطن تشير الى خلاف مع اليابانيين حول مدى خطورة الوضع.
وقالت اليابان ان الولايات المتحدة سترسل طائرة بلا طيار تحلق على مستوى مرتفع فوق المحطة لتقييم الوضع وعرضت ارسال خبراء نوويين.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية انه سيتم ارسال طائرات لنقل الامريكيين من اليابان وسمح لاسر العاملين في السفارة هناك بمغادرة البلاد اذا ارادت.
وقال خبراء في قطاع الصحة ان الذعر من التسرب الاشعاعي من محطة فوكوشيما دايتشي الواقعة على بعد 240 كيلومترا الى الشمال من طوكيو يصرف الانظار عن المخاطر التي تهدد حياة الناجين من الزلزال الذي ضرب البلاد يوم الجمعة الماضية وبلغت قوته تسع درجات وأمواج المد التي أعقبته مثل البرد وتساقط الثلوج الكثيفة على أجزاء من البلاد وامكانية الحصول على مياه الشرب.
وأظهرت أحدث صور من المحطة النووية تلفيات شديدة لحقت ببعض المباني بعد عدة انفجارات.
وقال سباستيان بفلوجبايل رئيس جمعية الحماية من الاشعاع ومقرها ألمانيا ان جهود اليابان لابعاد محطة فوكوشيما عن حافة الهاوية تمثل "بداية المرحلة الكارثية".
ومضى يقول "ربما يتعين علينا الدعاء" مضيفا أن الرياح التي تنقل أي اشعاعات نووية شرقا الى المحيط الهادي ستحد من أي أضرار على سكان اليابان البالغ عددهم 127 مليون نسمة في حالة حدوث انصهار أو تسرب اشعاعي من مصدر اخر مثل برك تخزين الوقود المستنفد.
وأدى سيل من التحذيرات والتقارير المتشائمة حول أزمة اليابان من خبراء ومسؤولين من أنحاء العالم الى انخفاض حاد في الاسواق المالية الامريكية مع تراجع كل المؤشرات الاساسية نتيجة مخاوف من بطء النمو في أنحاء العالم.
وارتفع الين لاعلى مستوى مقابل الدولار بسبب تكهنات في الاسواق بأن اليابان ستسحب أموالا من الخارج لدفع التكلفة الهائلة لاعادة الاعمار في فترة ما بعد كارثة الزلزال. وارتفع سعر العملة اليابانية لما يصل الى 76.25 ين للدولار متخطيا بذلك الارتفاع القياسي السابق الذي بلغ 79.75 عقب زلزال كوبي عام 1995 .
وقالت هيئة الطاقة النووية اليابانية ان مستويات الاشعاع في المحطة "استمرت في الانخفاض" لكن الحكومة ناشدت الشركات الخاصة المساعدة على توصيل الامدادات الى عشرات الالاف ممن تم اجلاؤهم من منطقة تمتد 30 كيلومترا حول المحطة.
وقال مسؤولون في شركة طوكيو الكتريك باور (تيبكو) ان الجرافات حاولت اخلاء طريق الى المفاعل حتى يمكن لسيارات الاطفاء أن تصل الى هناك وتحاول تبريد المنشأة باستخدام الخراطيم.
وحال ارتفاع مستويات الاشعاع دون اسقاط طائرة هليكوبتر للمياه يوم الاربعاء على المفاعل رقم ثلاثة لمحاولة تبريد قضبان الوقود فيه بعد انفجار سابق أدى الى اتلاف السقف ونظام التبريد.
ونجحت فيما يبدو جزئيا محاولة أخرى يوم الخميس مع وصول دفعتين من المياه من بين أربع دفعات الى الهدف المنشود.
وقالت تيبكو يوم الاربعاء ان الوضع في المفاعل رقم أربعة الذي اندلعت فيه نيران "ليس جيدا" تماما في حين أنه يجري رش المياه على المفاعلين رقم خمسة وستة مما يشير الى أن المحطة التي تتألف من ستة مفاعلات تتعرض كلها لخطر ارتفاع الحرارة.
وتم وقف العشرات من الرحلات الجوية الى اليابان أو تم تغيير مسارها ويتجنب المسافرونجوا طوكيو خشية الاشعاع.
وحثت السفارة الامريكية في طوكيو يوم الخميس مواطنيها الذين يعيشون في حدود 80 كيلومترا من محطة دايتشي الخروج من المنطقة أو ملازمة منازلهم "كاجراء احترازي" في حين أن وزارة الخارجية البريطانية حثت مواطنيها على "التفكير في مغادرة المنطقة".
ولم تكن هذه التحذيرات في قوة تلك التي أصدرتها فرنسا واستراليا سابقا حين حثت كل منهما مواطنيها في اليابان على مغادرة البلاد. وقالت روسيا انها تعتزم اجلاء أسر الدبلوماسيين يوم الجمعة.
وعندما بلغ الاشعاع أسوأ معدله في طوكيو كان عشر مرات أقل مما يمكن أن يتعرض له أي شخص يجرى له مسح بالاشعة السينية عند طبيب الاسنان. وفي وقت سابق يوم الخميس كانت مستويات الاشعاع فوق المتوسط بدرجة بسيطة.
لكن الكثير من سكان طوكيو لازموا منازلهم وأصبحت الشوارع المزدحمة دائما شبه خالية وأغلقت الكثير من المتاجر والمكاتب.
وزادت محنة مئات الالاف الذين شردهم الزلزال وأمواج المد تدهورا بعد موجة باردة أدت الى تساقط ثلوج كثيفة على أكثر المناطق تضررا.
وحدث نقص في امدادات المياه وزيت التدفئة في مراكز الايواء. وهناك نحو 850 ألف منزل في الشمال بدون كهرباء في طقس يقترب من التجمد. وقالت شركة توهوكو الكتريك باور والحكومة ان 1.5 مليون منزل على الاقل محروم من المياه النظيفة.
وأعلنت الشرطة الوطنية أنه تأكد مقتل 4314 في 12 مقاطعة حتى منتصف ليل الاربعاء في حين أن 8606 أشخاص ما زال مصيرهم مجهولا في ست ومقاطعات.
هي عبارة عن نشرة أخبار ونشاطات عامة وليست محصورة بمنطقة جغرافية محددة محايدة تعتبر أن أبوابها مفتوحة للجميع
الجمعة، 18 مارس 2011
الكارثة النووية اليابانية ...كارثة نووية دولية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق