الجمعة، 21 يناير 2011

التحضيرات العسكرية حول لبنان والأحتمالات القادمة




يوم الثلاثاء وقبل سقوط الحكومة اللبنانية كشف موقع «ديبكا» الاستخباري العسكري الاسرائيلي ان الاسطولين الامريكي والفرنسي تحركا في البحر المتوسط تحسبا من وقوع مواجهات عسكرية بين حزب الله واسرائيل. ونقلا عن مصادر عسكرية امريكية في واشنطن كشف الموقع ان البنتاغون أمر القوة البحرية الهجومية المعروفة باسم « انتربرايز» الاستعداد للتقدم نحو الشواطئ اللبنانية تحسبا لاندلاع مواجهة.
وعلى ما يبدو حسب الموقع الاسرائيلي فإن الاطراف متعجلة لحسم الأمر عسكريا لا قضائيا. وأن الرئيس الأمريكي اوباما قرر الذهاب الى مواجهة سياسية وعسكرية إن لزم الأمر على الورقة اللبنانية.
وتفيد معلومات عن الحشد العسكري، ان حاملة الطائرات الامريكية «يو اس اس انتربرايز، والقوات الهجومية البحرية والجوية « المجموعة الضاربة انتربرايز»، وتشمل 5 بارجات حربية وعلى متنها 6000 جندي من قوات المارينز و80 طائرة هجومية وطائرات قاذفات القنابل قد انضمت للاسطول السادس الامريكي في البحر المتوسط. وزيادة على ذلك انضمت قاذفة الصواريخ المتطورة «يو أس أس برين بريدج» للاسطول السادس.
وحسب «ديبكا» فان القوات الامريكية المذكورة كلها ستكون جاهزة للتدخل فورا في لبنان اذا حاول حزب الله السيطرة على المواقع السيادية في لبنان.
واشنطن قالت أن أسطولها لم يدخل المياه اللبنانية، وهذا أمر بديهي فلا أحد يضع أسطولا ضخما على مسافة 12 ميل بحري من سواحل مرشحة لتكون ساحة قتال، خاصة إذا كانت اسلحة هذا الأسطول تستطيع الوصول إلى أهداف على بعد مئات الأميال.
أساليب تحوير الحقائق سهل، يمكنك مثلا أن تقول أنك لا تحمل ماء حين تكون تحمل قطعة ثلج.
يوم الخميس 13 يناير قال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ديفيد لابان للصحافيين «نعلم ان التوتر السياسي والاضطرابات وأية أعمال عنف يمكن أن تنجم عنها تشكل تهديدا لاستقرار وامن المنطقة». وردا على سؤال حول ما اذا كانت واشنطن سترسل اية سفن حربية الى السواحل اللبنانية، قال انه لم يتم ارسال أية سفن بعد. واضاف ان «وزارة الدفاع والحكومة الامريكية يرغبان في أن تلجا جميع الاطراف الى الوسائل السلمية لتسوية الوضع». وتابع «نحن نواصل متابعة الوضع عن كثب».
واكد الكولونيل لابان ان الولايات المتحدة، التي تعد من اكبر مزودي لبنان بالمساعدات العسكرية «تربطها شراكة قيمة مع القوات المسلحة اللبنانية، ونحن ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا لتعزيز سيادة المؤسسات والحكومة اللبنانية».
إلى جانب الحشود الغربية تفيد الأخبار الواردة من إسرائيل أنه تم استنفار القوات الإسرائيلية على الجبهة الشمالية كما تم استدعاء وحدات من الاحتياط.
سيناريو منقوص

يوم الخميس 13 يناير قال اللواء احتياط عاموس يدلين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الذي من المقرر ان تنتهي خلال أيام خدمته في هذا المنصب، في حديث اجرته معه صحيفة «يديعوت احرونوت» أن حزب الله اللبناني قادر على احتلال لبنان بأكمله، اذا اراد ذلك، لكن ليس من المؤكد وجود رغبة له بذلك.
واضاف: «الاوضاع في لبنان معقدة جدا، ويوجد توازن بين الطوائف والمعسكرات المختلفة والقاسم المشترك لهذه القوى هو الاستقرار والازدهار الاقتصادي ولهذا يعمل الجميع في لبنان بحذر. نحن جهة، وحزب الله ليس على استعداد لقبول ادانته بقتل رفيق الحريري، اذ سيشكل هذا مسا بجوهر المنظمة، لاسيما وان نصر الله وصف الحريري بالشهيد في اليوم التالي لاغتياله.
واضاف: توجد أربعة تصورات لما قد يجري في لبنان:
1- يفسر كل طرف في لبنان تقرير المحكمة حول اغتيال الحريري وفقاً لأهوائه ويمتص النتائج ويسير قدماً للأمام.
2- تزداد حدة الازمة السياسية.
3- اندلاع المعارك بعد خروج الاوضاع عن السيطرة.
4- نقل الأزمة الى اسرائيل من خلال نشاطات حربية يقوم بها حزب الله».
ويقول يدلين: «اذا اندلعت مواجهات عسكرية داخلية في لبنان فلا ريب في ان حزب الله سيتفوق فيها على الجيش اللبناني وسيفرض سيطرته على الدولة، ورغم ان القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن استهدف تحويل الجيش اللبناني الى القوة الأكبر في الدولة، فقد تعززت قدرات حزب الله العسكرية بصورة أفضل بكثير من تعزيز قدرات الجيش اللبناني».
وهنا يضيف محللون ألمان أن حديث إسرائيل عن الجيش اللبناني كند وخصم لحزب الله مغالطة كبيرة، وهو على أي حال يكشف عن وجود صفقة تشارك فيها تل أبيب وطهران وواشنطن لتقاسم الغنيمة في منطقة الشام على أساس منطق تبادل الأدوار كما جرى ويجري في أفغانستان والعراق.
التفتيت

محللون عرب وغربيون وأسيويون يتصورون أن اللعبة السياسية أو هكذا يصفونها تتجاوز ما تفوه به اللواء احتياط عاموس يدلين، حيث أن هناك سيناريو آخر أو أكثر:
1- تندلع حرب داخلية في لبنان تتدخل فيها بعد بدايتها بقليل إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا عسكريا حتى تهزم قوى المعارضة اللبنانية.
2- في حالة جر سوريا إلى هذه المواجهة، يتم إعادة رسم خريطة المنطقة على أساس طائفي ويتم تقسيم لبنان وسوريا إلى ثلاث أو أربعة كيانات على أسس عرقية ودينية، مثلما يجرى تنفيذه بإسلوب آخر في السودان.
وهكذا تتخلص إسرائيل من كل تهديد من جبهتها الشمالية والشرقية خاصة بعد أن تم تحييد العراق بغزوه سنة 2003.
المشكلة التي تواجه تنفيذ هذا السيناريو هي إحتمال إقدام أطراف شرق أوسطية حتى غير عربية على التدخل في المعركة القادمة لأنها تعرف أنها ستكون الهدف التالي للمخططات الأمريكية الإسرائيلية حول الشرق الأوسط الكبير الساعية إلى رسم خارطة جديدة للمنطقة تتشكل من 54 إلى 56 دويلة.
الاعداد للعمل العسكري الغربي في لبنان جرى تكثيف التمهيد له منذ صيف سنة 2010 غير أن الأمر تعرض لعدة عثرات همت بشكل خاص عمليات الاستخبارات الصهيونية. وهكذا كشفت أجهزة الأمن اللبناني والمقاومة اللبنانية عن تشكيلات متعددة لاختراق شبكة الاتصالات اللبنانية، من بين أعضائها الضابط المتقاعد فايز كرم، المقرب من الجنرال ميشيل عون رئيس التيار الوطني الحر في لبنان. إضافة إلى إعلان الجيش اللبناني في الخامس عشر من ديسمبر 2010 عن تفكيك منظومتي تجسس إسرائيليتين، كانتا مزروعتين على قمتي جبلي صنين والباروك، والهدف منها تصوير وتحديد أهداف أرضية مختارة للقصف الجوي والصاروخي وذلك قبل بضع أسابيع من إعلان الجيش اللبناني، عن تفجيره جهازي تنصت في الجانب اللبناني من منطقة حدودية مع إسرائيل في جنوب لبنان.
العجلة الأمريكية الإسرائيلية لتنفيذ مشاريع التفتيت وتعميم أجواء التأزم على المنطقة العربية قاد إلى ارتكاب أخطاء سهلت الكشف عن شبكات تجسس إسرائيلية في مصر وربطها بمثيلات لها في سوريا ولبنان. أجهزة الأمن اللبنانية قدرت أن هذه التنظيمات شاركت في عمليات الاغتيال التي جرت في السنوات الماضية، من أجل خلخلة التركيبة الاجتماعية اللبنانية، وإشعال نيران الفتنة الطائفية والمذهبية، وإعادة شبح الحرب الأهلية من جديد، وإثارة الخلافات بين دمشق وبيروت. ورغم كل ذلك لم تكلف المحكمة الدولية ولو من باب المجاملة وضع جملة واحد عن احتمال تورط إسرائيل في إغتيال الحريري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون