الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

شعائر عاشوراء ومكانها الصحيح - بقلم راوية بيضون

لبيك يا أبا عبد الله
شعار نردده دائما ولكن هل نعرف فحواه؟
تجديد البيعة للامام الحسين (ع) عادة تعودنا عليها ولكن هل نطبقها ؟ هل نسير على خطى الامام الحسين (ع) أم عادة تعودنا عليها وان تركناها استوحشنا؟
تعالوا نرجع الى ماضي أجدادنا كيف جددوا البيعة؟
في العهد العثماني كان نظام الحكم ضد الشيعة كانوا يطاردونهم ويحرمون عليهم ممارسة شعائرهم الدينية كان الشيعة يقيمون مجالس العزاء في الخفاء بعيدا عن أنظار العيون ( جواسيس العثمانيين )كانت النسوة تجتمع في البيوت سرا كل اثنتين أو ثلاثة يسيرون في الشارع حتى في بعض الأحيان واحدة واحدة حتى لا يلفتوا الأنظار .كانوا يختارون البيوت البعيدة عن الطريق البيوت التي على شكل قبو لأن لا يخرج الصوت الى الخارج ويلفت الأنظار .
وعند ذهاب الأتراك ومجيء السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس) الى مدينة صور لاحظ أن المجتمع جاهل لا يعرف شيئا من أمور دينه سوى القشور فقط فبدأ بنشر الدعوة الاسلامية في المجتمع الصوري وركز على العنصر النسائي لأنه وبحسب رايه فالنساء نصف المجتمع ولهن دور كبير في بناء الأجيال فأخذ يقيم الحلقات الدينية للتوعية وركز على اقامة شعائر عاشوراء علنا وليس سرا ( طبعا الظروف السياسية كانت تسمح أكثر ) فأحيا الجامع باقامة الحلقات الدينية فيه وشعائر صلاة الجمعة .وشجع النساء على الذهاب الى الجامع لأقامة شعائر صلاة الجمعة وذلك بوضع ساتر من قماش بين الرجال والنساء ومن هنا أخذت النساء تتعودعلى الذهاب الى الجامع وبالنسبة لشعائر عاشوراء فقد بنى في بداية الأمر غرفة الى جانب المسجد للدروس الدينية التي تختص بالنساء فقط واقامة شعائر عاشوراء وشجع عادة قراءة المجالس في البيوت لتحل البركة على البيت ولنشر الدعوة الاسلامية بشكل صحيح .
صحيح قارئات مجالس العزاء لم تكن من المثقفات المتعلمات دينيا على مستوى عال ولكن البراءة والنوايا الحسنة جعلت من تلك المجالس تراث لا يعلى عليه واساس متين للدين الاسلامي وجاء الامام السيد موسى الصدر ( اعاده الله سالما) وأكمل على خطى السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس سره) ولكن بتطور أكثر فأنشأ المدارس لتعليم الفتيات والاولاد القراءة والكتابة وحضن الأيتام بأن انشأ لهم مدارس خاصة حتى لا يصبحوا في الشوارع وهم أطفال وعلم الفتيات بعض المهن وتفرد بعمل لم يسبقه اليه أحد وهو القضاء على آفة التسول.
رأى السيد موسى الصدر أن تعداد السكان بدا يزيد وأصبح لا يخلو بيت لا يقرأ مجالس العزاء وكان هناك عادة أن الحسينيات هي فقط للأسابيع والصلاة على الميت فجعل من الحسينيات وللمرة الأولى مكانا لأحياء مجالس العزاء عن روح الامام الحسين (ع) فطلب من القيمين على هذه الاماكن ان تقام شعائر عاشوراء فيها للمرة الأولى فلبى الجميع طلبه وبدأت هذه المراسم تقام في الحسينيات وهذا العمل لفت النظر الى الحسينيات فأخذ أصحاب النوايا الحسنة في ترميم الحسينيات وتكبيرها وذلك للمساعدة على اقامة شعائر عاشوراء فيها فشعار لبيك يا أبا عبدالله غال وتطبيقه ليس بالكلام فقط فالدين قول وعلم .
اذن هنا نطرح السؤال :
كيف نكون على خطى الامام الصدر ومن أتباعه ولا نسير على خطاه أي لا نطبق ما يريد ؟
كثرة المجالس رحمة وايمان ولكن لماذا اقفال الحسينية في مدينة صور برأيي اذا تم التنسيق الفعلي وابعاد المصالح الخاصة فليس هناك من عائق بين الأمرين فوالله حرام اقفال الحسينية واقامة المجالس في الشوارع فقط .
اذا لم يكن هناك حسينية طيب هذا معقول ولكن لا تبعد الحسينية عن أحدى خيم عاشوراء أكثر من بضع عشرات من الأمتار .وثمة من يقول :ط شو بدون يحضروا في الحسينية وينزلو على الخيمة ؟!" وهنا نرد :
النساء في هذه الفترة من العام تذهب من مجلس الى مجلس من الصباح والى المساء واذا كان هناك المزيد لا تقول كلا .وزيادة على ذلك الحسينية هي مجلس للنساء فقط بينما الخيمة نساء ورجال .في كافة المناطق يقرأون مجالس للنساء فقط ثم مجلس للنساء والرجال لماذا في صور كلا ؟ وصور هي نبع المجالس واساس انتشارها في كافة مناطق الجنوب .
نختتم هنا بالقول :
هل سماحة الامام السيد موسى الصدر ( اعاده الله سالما ) يقبل بأقفال حسينية مهما كان السبب ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون