في الفترة ما بين 20-21/12/2010، اجتمع في سفارة دولة فلسطين في القاهرة، وفدان ضم قيادتي حركة فتح، والجبهة الشعبية، ناقشا فيه بروح من المسؤولية العالية عددا من القضايا الأساسية التي تهم أبناء شعبنا الفلسطيني وقواه الحية، شملت الوضع السياسي، والمخاطر التي تواجه مسيرة النضال الفلسطيني والعربي، وسبل تفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والمصالحة الفلسطينية، وإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، والعلاقات الثنائية بين الفصيلين، انطلاقا من علاقتهما التاريخية المميزة والتضحيات المشتركة، عبر مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة.
وبروح من الالتزام الوطني بقضايا شعبنا تم مناقشة تلك القضايا بصراحة وعمق، كما تم تقييم العديد من المحطات والقضايا التي واجهت المسيرة الفلسطينية.
واتفق الجانبان على العديد من القضايا بعد إجراء تقييم نقدي معمق، وتوصلا إلى ما يلي:-
أولا:
التأكيد على التمسك بالبرنامج الوطني الفلسطيني وإعلان الاستقلال، الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1988م، والذي يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في النضال والمقاومة وبكل الأشكال المتاحة، من أجل إنهاء الاحتلال، وممارسة حق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على جميع الأراضي المحتلة عام 1967م، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى وطنهم وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم (194).
كما يؤكد الطرفان على عدم قبول أية محاولات لاستئناف المفاوضات بأي شكل من الأشكال دون الوقف الشامل لأعمال الاستيطان الاستعماري الصهيوني في الأراضي الفلسطينية كافة بما فيها القدس، ويؤكد الطرفان على عدم شرعية كل ما بناه الاحتلال من مستعمرات، وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
ويؤكد الجانبان على ضرورة طرح قضايا الصراع كافة أمام المحافل الدولية، بما فيها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويدعو الجانبان أطراف المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية لمواجهة المخاطر المترتبة على عدم انصياع إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالصراع الفلسطيني والعربي-الإسرائيلي، خاصة في ظل الانحياز الأميركي للموقف الإسرائيلي، وإدانة هذا الانحياز.
ثانياً:
يؤكد الجانبان على ضرورة الإسراع في اتخاذ الخطوات العملية من أجل تفعيل إعلان القاهرة عام2005 والذي أكد على تفعيل وتطوير وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وفي مقدمتها آلية العمل في اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي وتعزيز المشاركة الفعالة بهما والالتزام بقراراتهما، كما يؤكد الجانبان على ضرورة بذل كل الجهود من كافة القوى والفصائل الفلسطينية من أجل إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني بالانتخاب وفقاً لمبدأ التمثيل النسبي حيثما أمكن ذلك، والعمل على الإسراع في إنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية من أجل تسهيل أوسع مشاركة في منظمة التحرير الفلسطينية من كافة القوى والفعاليات الفلسطينية ، باعتبار ذلك ضرورة أساسية من أجل تعزيز القدرة الفلسطينية على مواجهة المخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية وطموحات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والتطور.
ثالثاً:
يؤكد الطرفان وفي إطار إزالة العقبات أمام المصالحة والوحدة الوطنية على الالتزام الكامل بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والتمسك بوثيقة الوفاق الوطني الموقعة من قبل كافة القوى الوطنية والإسلامية عام 2006، والعمل على ضرورة إنجاز التفاهمات الفلسطينية والتوقيع على ورقة المصالحة المصرية حتى ننطلق في مسيرة استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام.
رابعاً:
يؤكد الجانبان اعتزازهما بعلاقات حركة فتح والجبهة الشعبية التاريخية على امتداد الثورة الفلسطينية المعاصرة تلك العلاقات المميزة التي كانت باستمرار تشكل صمام الأمان للمحافظة على الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
ويؤكد الجانبان على تفعيل تلك العلاقات وعلى مختلف المستويات باعتبار ذلك يساهم في تعزيز وحدة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وتعميق الوحدة الوطنية بشكل شامل.
واتفق الجانبان على استمرار التواصل والتشاور بينهما ومع كافة القوى والفصائل في الساحة الفلسطينية، للعمل معاً وباستمرار على معالجة أية شوائب أو عراقيل أو خلافات في الاجتهاد، بما يساعد في تطوير العمل الوطني الفلسطيني وقدرته على تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا.
ويعبر الطرفان مجدداً عن تقديرهما للدور المصري في العمل على تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وعلى التسهيلات التي قدمتها الجهات المصرية المعنية بإنجاح اللقاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق